امين د. حسن عمر يكتب:- أبل عادل الباز

د.امين حسن عمر يكتب:-
أبل عادل الباز
قيل في الخطل والخطأ البليغ في تناول أمر من الأمور:
أوردها سعد وسعد مشتمل
ما هكذا يا سعد تورد الإبل
وأما الصديق الصحفي العفيف الشريف عادل الباز فقد تعثر فأنكب على وجهه فتغبر وتعور، ولأن لعادل عندي مودة وافرة وعشرة لطيفة عامرة أحببت أن أميط التراب عن وجهه المليح الصبوح… وعادل صحفي مقتدر ما في ذلك من شك ولا إسترابة،وهو وطني غيور ما في ذلك من شك ولا غرابة، ويكفي أنه أنفق ماله ووقته ومعارف مهنته لنصرة قضية الوطن طوال الوقت بغير كلل ولا ملل، وبخاصة ؤأهل الوطن قد أظلتهم ظلال الفتنة العمياء التي غطت سحابتها السوداء كل الوطن.
بيد أن ذلك كله لن يشتري له سكوتنا عن سقطة قلم وكبوة قدم لا تدخل عندنا في باب المتسامح عليه بالصمت النبيل.
فعادل الباز في لهفته وإنزعاجه مما تمور به الساحة الوطنية من تقاذف وتصارع وخطاب ريبة وكراهية إراد أن يذهب بروح المسامحة والحلم إلى أبعد مما يمكن أن تذهب إليه روح المجاملة والمسامحة .فهو قد برى قلمه الصؤول للدفاع عن شخص قد إجترح ورفاقه الحاليين جرما باهظا في حق الوطن، وهو جرم فادح غير قابل للنسيان ولا للغفران، فهولاء الأوغاد قد تآمروا مع الجنجويد على إشعال حرب شاملة ضد الوطن وأهله وجيشه ، وعقدوا مع المليشيا المجرمة المواثق والعهود قبل الحرب وبعدها ، وإنحازوا وإستقوا ببلاد ومال و نصرة من يعادي الوطن ولا يواليه، ويبغي هوان أهله وإذلالهم، وهيهات منهم الهوان والذلة ، ثم ظل هؤلاء من بعد ذلك وفوق ذلك هم الظهير السياسي والناشط الدبلوماسي لنصرة الجنجويد في كل مكان وكل زمان …فليس لهولاء توبة ولا اوبة، قبل أن يعرضوا على قضاء عادل ناجز ،قضاء لم يشاركوا في إختيار قيادته، ولم يستعيدوا إلى فنائه نفاياته، قضاء يقضي بالحق ولا يماري ولا يبالي، ثم بعد الحكم لا عفو من بعد إلا يعفو أهل الولاية في الدماء التي سالت والأعراض التي إنتهكت والأموال التي أنتهبت، ولا أظن أهل الولاية على ذلك يفعلون، ولا أراني أحب أراهم يفعلون.فالأثخان في بعض المواقف أجدى من الإحسان، وأما صويحب عادل الباز، ذلك الدبلوماسي المنكه بنكهة العمالة والنذالة ونسيان الأيادي الكريمة و المعروف، والذي وصفه الباز (ويا عجبي) بالتهذيب والتلطف، فما كنت أظن أن تفوت على الفطن الأريب مثل عادل الباز التفرقة بين التهذيب والتلطف والمداهنة والتزلف.
وحسنا قد فعلت إمانة مجلس الوزراء إذ سلت ثيابها عن ثوب الرجل المستقذر عند غالب الناس الأفاضل الأخيار…وربما همسة أخيرة في إذن الصديق الباز :
ومن يجعل المعروف في غير أهله
يكن حمده ذما عليه ويندم
وما كنا نحب أن نسمعك كل هذا العتاب لولا تلك العثرة وعثرة القلم تكب الأقوام على وجوههم أشد من عثرة القدم.
د.أمين حسن عمر