السودان ومصر .. تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك .. .. الآن واقع جديد في السودان و المنطقة برمتها .. !! د. خالد حسن لقمان

السودان ومصر .. تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك ..
.. الآن واقع جديد في السودان و المنطقة برمتها .. !!
د. خالد حسن لقمان
.. ما تم الإعلان عنه اليوم من رئاسة الجمهورية المصرية بمناسبة زيارة رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش الفريق الركن عبدالفتاح البرهان للقاهرة و لقائه مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يمثل بلا شك أكبر نقطة تحول ليس فيما يحدث في السودان الآن ( والذي ينتظر أن ينقلب رأساً علي عقب بردعه للجهات الداعمة والمهددة لوحدة السودان علي نحو حاسم سياسياً و ميدانياً .. ) .. بل في تحالفات المنطقة برمتها .. و هو الأمر الذي سيرسم خارطة تحالفية إقليمية عربية – أفريقية قوية سيكون لها تأثير سريع و حاسم علي كافة المنطقة العربية من جهة و أيضاً الأفريقية من الجهة الأخري بإرتباطاتها الدولية المتغيرة هي الأخري الآن بسرعة وقوة مع تنامي الأقطاب الدولية الجديدة وعلي رأسها روسيا والصين وبروز دورها العسكري و الأمني و الاقتصادي
بما بات يهدد وحدة و استمرار التحالفات الغربية التاريخية خاصة بين أمريكا و أوروبا التي بدأت تشعر بتخلي الولايات المتحدة عنها وتركها في مواجهة روسيا خاصة بعد سحبها لقواعدها في رومانيا ومناطق هامة اخري مع إعلانها استراتيجيتها الامنية الجديدة التي تنكفئ وفقها علي ما يضمن امنها وسلامة اراضيها وفقاً لمصالحها في إشارة خطيرة ومفصلية لتخليها عن ارتباطاتها العسكرية و الامنية التاريخية مع حلفائها .. هذا بجانب مواقف ترمب الأخيرة المؤيدة لمواقف ومطالب الرئيس الروسي بوتين في أوكرانيا وصفقة تبادل الأراضي بالرغم من رفض الاوروبيين و اشتراطهم تقديم ضمانات أمنية للموافقة علي الصفقة .. كما جاءت معارضة ترمب الأخيرة لإستخدام الأوروبيين للأموال الروسية المجمدة في البنوك الأوروبية لدفع فاتورة الحرب الاوكرانية و تقديم الدعم المالي لأوكرانيا للمجهود العسكري مخيبة للآمال الأوروبية وهو ما شكل في مجمله جفوة مدهشة في علاقات امريكا بحليفاتها الغربيات ..
.. و أخيراً فإن هذه الخطوة المصرية الأخيرة بتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك مع السودان وتحديدها لخطوط حمراء قاطعة تشمل أمن السودان وسلامته ووحدة أراضيه و جيشه و رفضها لأية حكومة او كيان موازي للحكومة الشرعية القائمة الآن برئاسة الفريق الركن عبدالفتاح البرهان قائد الجيش و توجيهها في هذا تحذيرات واضحة و قاطعة لمن يسمع ويري .. لابد و أن تقرأ في هذا السياق الشامل للمتحول الاقليمي المتسارع و الدولي المتغير بقوة إلا أن تأثيرها علي ما يحدث في السودان الآن سيكون أكثر حسماً و سرعة علي نحو سيفاجئ العالم كله فليس في استطاعت من يدعمون الحرب الآن ضد السودان من أطراف ودول إقليمية القدرة علي مواجهة انقلابات جذرية في مواقف قوي رئيسية في المنطقة بدأت تشعر بخطورة ما يحدث علي أمنها القومي علي نحو مباشر و خطير للغاية بما استوجب الآن تحركها علي نحو عاجل و حاسم ذلك حتي وان كان ارتباط هذه الجهات الإقليمية الداعمة للحرب ضد السودان وحكومته القائمة الآن بقوي دولية كبري تسعي لاهداف كبري تتضمن تقسيم السودان و الاستفادة من ثم من ثرواته فهذه القوي الدولية نفسها وعلي ضوء هذا الواقع المتبدل و المتسارع في التحالفات الامنية و العسكرية والاقتصادية الدولية لن تغامر مطلقاً بإحداث ما يمكن ان يمثل هزة مؤثرة في علاقاتها مع القوي الإقليمية التي باتت تشعر بذلك القلق البالغ علي أمنها و استقرارها و علي رأس هذه القوي مصر التي تتخذ اليوم موقفاً مفصلياً كبيراً من ما يحدث في السودان ..











