كتب يوسف عبدالمنان:-
رحل ازرق السودان
غيب الموت أمس السفير والكاتب والأديب المثقف بحر المعرفة وشاطئ الانسانيه وضفاف الفقه وظل التصوف وسليل المجزوباب الذي نحت بقلمه على ورق الصحافة لأكثر من نصف قرن اعتل القلب ووهن الجسد ولم تفتر له همه لم يساوم في مبادئه الأخلاقية
منذ اندلاع حرب الخامس عشر من نيسان أبريل ظل الأزرق ابيض القلب منافحا عن السودان كوطن لم يأبه كثيرا لمكر السياسين ولا خزلان رفاق الدرب بالخارجية وتنكرهم للزمالة
كتب مقالات وسيمة دفاعا عن وطن مزقته الحرب اربا اربا ويحدق به الآن تامر المتآمرين من قوى الشر التي تطوق عنق النظام بحبل ناعم تمهيدا للجهاز عليه في يوما نراه قريبا وقد ذهب عبدالله الأزرق بعد رحلة قصيرة من حيث الزمان طويلة بالعطاء
غاب عبدالله الأزرق ومعه غربت شمس السفير المثقف القارئ الكاتب الأديب وفقدت بلادنا نجما يضي ظلماتها الطويلة
رحل الأزرق وفي رحيل الصحاب فتح جراح قديمة ولكن فتح الجروح دواء لأداء لأن ضمد الجرح على القيح وكتمان ألم الصدر قيحا يسمم الجسد
مدينة القضارف اليوم تتوشح بسواد ليل السودان وقد اطفاة أنوار المدن وهي تئن من عجز القادرين على إعادة النور والقضارف كأنها كارنوي عند عالم عباس
طفحت
ثم لاحت وفاحت
لو أن الخطايا تفوح
بعد رحيل الأزرق نستعيد شيئا من رائحة هندام التجاني سليمان نوح ومع عبدالاله ابوسن نقول له ولولد عمنا التهامي عبدالله لا تحبسك المصارف النيليه قلنا عن الأزرق بعض مالم نكتبه نحن وفي انتظار رثاء الرزيقي الذي ربما يطول مثلما مافعل أنيس منصور يوم رحيل العقاد وبعد عام من الفجيعة خرج أنيس للدنيا بكتابه في صالون العقاد كانت لنا ايام وفي رحاب عبد الله الأزرق سيكتب كثر من غير أهل الصوفي ودامر المجزوب
