مقالات

أحمد إبراهيم الطاهر يكتب يكتب:- أمض بقوة بروف معز

أحمد إبراهيم الطاهر يكتب يكتب:-

أمض بقوة بروف معز

اكتب مهنئاً البروفسير معز بثقة رئيس الوزراء بأن جعله عضوا في المجلس ومنحة ولاية الصحة في بلد انتابته الأمراض والعلل الصحية والنفسية والاجتماعية بما خلفته الحرب الفاجرة من دمار ممنهج . وهو أهل لهذا المنصب بما ناله من علم رفيع وخبرة ممتازة ، وما أودعه الله فيه من ذكاء وهمة اقتحم بهما مؤسسات الطب العالمي ونال بها اعترافاً دوليا غاليا .
قرأت كثيرا من أشعاره قبل أن ألتقيه في مناسبة اجتماعية بدولة البحرين قبل مدة وهداني عددا من دواوين شعره هي الآن في مكتبتي التي نجت لوحدها في بيتي من نهابة المليشيا لجهلهم بقيمة العلم .
ليس من الضروري أن ينال المرء رضا كل الناس ، فالناس مولعون بجواذب النقص ، والكمال محال لدي البشر ، وكان ينبغي أن يترك وزن الوزير بأدائه وليس بسوابق أقواله التي صدرت منه وفق ما استقر في ذهنه ساعتئذ . والشعر دوار مع الأحداث متقلب مع الأحوال مستجيب للمزاج الذي صدر فيه ، ولو كان الشاعر مؤاخذ لكل ما يقول لنبذ أبو الطيب المتنبي بقصيدته في كافور وهي من عيون الشعر القبيح ، ولكنه مع ذلك ظلت مكانته الأدبية في علوها لا يصل إليها نوابغ الشعراء . والشعراء يتبعهم الغاوون والمعجبون علي السواء . ويكفي البروف معز أنه أضاف إلي بحر العلوم الطبية نهرا عذبا من الشعر اجتذب به مجتمع الشباب العربي أينما حل .
بروف معز هو أيضا ابن أصول ، فوالده المرحوم عمر بخيت العوض من ركائز القضاء في السودان ، وأحكامه القضائية مدونة في مجلة الأحكام القضائية وهي شاهدة له علي علو مقامه في المحكمة العليا السودانية وربما في محاكم دولة الإمارات التي قضي فيها بقية عمره ، وقد كنا ونحن شباب في المحاماة والنيابة والقضاء نتسابق الي قراءة أحكامه بعلمه الغزير ولغته العربية الرائعة ولغته الإنجليزية السلسة ونغذي بها عقولنا ونزيد بها خبرتنا . وقد أخبرني بعض إخوتي الكبار في مدينة الأبيض كيف تفجرت مواهب مولانا عمر بخيت العوض الخطابية في حملته لمناصرة الدعوة للدستور الإسلامي بعيد الاستقلال وفي منتصف الخمسينيات من القرن الماضى ، حين ما كان يجوب البلاد طولا وعرضا للدعوة الإسلامية وذلك قبل يبرز نجم الدكتور الترابي الذي كان وقتها طالبا العلم في بريطانيا وفرنسا .
ومن بعدها اعتزل مولانا عمر العمل العام وآثر الجلوس في مقاعد القضاء الي أن توفاه الله . فهذا الشبل من ذاك الاسد ، ولعله سيوفي بما وعد به من خطة لنهضة صحية نحن في أشد الحاجة إليها ، ولديه أجل معلوم في فترة الانتقال ، فإن أحسن فهذا ظننا به ، وإن لم يوفق فله سابقون في العجز ليس هو بأحقرهم . أعينوا رجال دولتكم بما لديكم ، وكفوا عنهم ألسنتكم ما التزموا مصلحة الوطن وابتعدوا عن الركون الي الضغط الأجنبي وآثروا التضحية بمصالحهم علي التضحية بالبلاد ومواطنيها .
دعائي لك أخي بروف معز ولصاحبيك الكريمين ولرئيس وزرائك بالتوفيق والنجاح ، فضعوا بصمتكم في التاريخ قبل أن تغادروا . والله معكم .ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى