مقالات

د. عبدالعزيز الزبير باشا يكتب:- ولاية النيل الأبيض: قلب السودان النابض وحاجتها إلى قيادة تجمع ولا تفرق

 

د. عبدالعزيز الزبير باشا يكتب:-

ولاية النيل الأبيض: قلب السودان النابض وحاجتها إلى قيادة تجمع ولا تفرق

في قلب الجغرافيا السودانية، تتربع ولاية النيل الأبيض كقلب نابض وشريان رئيسي يصل غرب البلاد بشرقها، وشمالها بجنوبها. فبموقعها الاستراتيجي، تربط بين دارفور وكردفان وسنار والجزيرة والقضارف، حتى تمتد جسور التبادل وصولاً إلى بورتسودان شرقاً. ومن خلال عقدة الطرق الحيوية كوستي-الدويم-الخرطوم، تتصل الولاية بالعاصمة، مما يجعلها محوراً لا يمكن للسودان أن يستغني عنه….

وتفوق أهمية النيل الأبيض *بعدها الجغرافي* ؛ إذ إنها تضم أكبر قلاع الإنتاج الزراعي والصناعي، عبر مشاريع السكر العملاقة كسكر كنانة والنيل الأبيض، إلى جانب مشاريع الإعاشة المنتشرة في المجر، وشبشة، والدويم، والهشابة، وود نمر، والصوفي، ومشروع أبقى الزراعي. وتعتمد مناطق الولاية، خاصة في جنوبها، على الزراعة وصيد الأسماك كركيزة اقتصادية، بينما تفتح تجارتها المزدهرة مع جنوب السودان آفاقاً تنموية *واعدة* تحتاج إلى رؤى *اقتصادية محنكة* لاستثمارها بالشكل الأمثل..

غير أن هذه الولاية بكل غناها الطبيعي والبشري، تواجه تحديات دقيقة، أبرزها النزاعات القبلية والإدارية المتفاقمة، خاصة في محليات شمال الولاية، حيث تتشابك المصالح القبلية مع التوازنات الإدارية والاجتماعية. ولذا فإن صيانة استقرار النيل الأبيض تتطلب إدارة دقيقة تراعي التعقيدات المحلية، وتحافظ على تماسك النسيج الاجتماعي…

وهنا تبرز الحاجة الملحة إلى شخصيات تجمع بين الانتماء العميق للولاية، والخبرة الميدانية، والقبول الشعبي العريض. وفي هذا الإطار، فإن إدماج *إسماعيل حمدان* ضمن فريق *الحكومة الولائية* يمثل خطوة *استراتيجية* بالغة الحكمة.
إسماعيل حمدان، الذي خدم السودان بشرف في مؤسسات الوطن النظامية، يتمتع بسجل ناصع في الخدمة العامة، إلى جانب انتمائه المجتمعي والاجتماعي العميق بالنيل الأبيض. وقد أثبتت التجربة أن قبوله الواسع لدى شيوخ القبائل، ورموز المجتمع المدني، بل وحتى بين الوافدين والمقيمين الجدد بالولاية، يجعله شخصية جامعة قادرة على التعامل مع حساسية الملفات القبلية والإدارية بمرونة وخبرة….

وعلى وجه الخصوص، فإن *إسماعيل حمدان* سيكون خياراً مثالياً لإدارة الشأن المحلي لشمال الولاية، بما في ذلك تفاصيله الدقيقة وتحدياته المستعصية، إلى جانب مهامه في المساهمة الفاعلة في إدارة الشأن اليومي للولاية بأكملها. ومن شأن وجوده ضمن الطاقم التنفيذي أن يضفي قوة ميدانية، وحساً اجتماعياً عميقاً، وخبرة أمنية وإدارية نادرة التوافر، خاصة في مثل هذه المرحلة الدقيقة من عمر النيل الأبيض.

إن ولاية النيل الأبيض بحاجة إلى استثمار أفضل أبنائها، وأمثال إسماعيل حمدان، الذين يجمعون بين الأصالة والرؤية الحديثة، قادرون على رسم طريق الاستقرار والتنمية، بما يليق بمكانة الولاية وقيمتها في قلب السودان….
وطن و مؤسسات….
السودان أولا و أخيراً…
د. عبدالعزيز الزبير باشا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى