مقالات

الإعلامي الزبير نايل يكتب  إلى محمد حامد نوار … لا يليق بك الغياب

 

 

الإعلامي الزبير نايل يكتب

إلى محمد حامد نوار …
لا يليق بك الغياب

حين أعلنتَ في لحظة صمت غاضب أنك ستغلق صفحتك على جدار الفيس بوك بالعبارة الصارخة “لم يعد هناك ما يفيد بالاستمرار” انتاب متابعيك قلقٌ أن الوجع بلغ منتهاه وأن نافذةً كانوا يطلون من خلالها على الوطن قد أغلقت ومعها تراجع ظلٌ كان وريفا..

كثيرون كانوا يردون حوض صفحتك، منهم من يتابع تطورات الأوضاع من زاوية مختلفة، والبعض تستهويه جزالة اللغة وجمال الحكايات وبهاء الأسلوب الذي ينفذ مباشرة إلى لبّ المعاني ويوقظ القارئ من رتابة القول المكرور. اتفق معك الناس أو اختلفوا، فإن حضورك في فضاء الكلمة لا يُنكر..

في منشوراتك يشعر القارئ أنه لا يقرأ الحدث فقط، بل روح الحدث، وظله، وصداه، ذلك أن الكتابة ليست فقط سكب حبر على ورق وإنما صناعة معنى ورسم دهشة في زمن تكلست فيه المعاني عندما هجم الجميع على السوق يبتاعون أحبارا زائفة لدلقها في الميديا ..

أيها الصديق الذي جمعتني بك الأسافير .. أعلم أن بعض الأصوات لا تُعوَّض، وبعض الصفحات لا تُطوى، وغيابك ليس غياب منشور، بل غياب أثر؛ لذلك عندما تضيق المساحات وتزدحم بالضوضاء يصبح البقاء ضرورةً لا خيارا ..

نلتمس عودتك يا نوار .. لا من أجل أصدقائك ومتابعيك فقط ، بل من أجل ما تبقى من بريقٍ في الكلمة ودهشةٍ في المعنى.. فإن في العودة حياةً لوطنٍ أرهقته الفوضى، ولفضاءٍ استوحشت فيه الكلمات..
مع كامل التقدير والاحترام،،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى