أخبار سياسية

تحرير مدني..تحرير من الأحزان والآلام

تحرير مدني..تحرير من الأحزان والآلام
تقرير: صلاح دندراوي

لم يعد تحرير مدني تحرير مدينة وإنما تحرير إرادة، وغسل من أحزان وآلام تخللت النفوس بفعل ما عاسته هؤلاء في هذا الشعب الأبي من إنتهاكات يصعب على المرء وصفها.
لقد خلفت تلك الأفاعيل المنكرة من قبل هذا التمرد غبن في النفوس وجرح غائر يصعب إطبابه لذا فإن المشاعر التي إجتاحت أفئدة هذا الشعب والتي سالت في الشوارع وهي تستقبل الجنود البواسل على طول الطريق كانت تنبئ بما يخبئونه . وكانت دموع الرجال وزغاريد النساء هي الكلام وهي التعبير الصادق من هذا الشعب الذي ذاق الأمرين من سلوك المليشيا.
لقد كان هذا النصر المؤذر لقواتنا المسلحة والقوات النظامية الأخرى من شرطة ومخابرات وإستخبارات ومقاومة شعبية ومستنفرين، نصر تعجز أن تخطه الأقلام أو تعبر عنه الكلمات لإن عربونه كان إرواح ودماء وأشلاء، كان عربونه صبر وجلد وأناس نذروا أنفسهم لنصرة هذا الوطن.
لقد إرتقت أنفس طاهرة لبارئها وسالت دماء روت ثرى هذه الأرض الطاهرة، فضلا عما فقده هذا المواطن من أنفس وأمتعه وزعزغه.
لذا كانت تلك الفرحة تستل من براثن كل تلك الأحزان فأكتست بهذا الثوب. ولم تقتصر تلك الفرحة على ولاية الجزيرة بل عمت كل أصقاع السودان، بل تمددت إلى خارج القطر فأكتظت الطرقات بالمسيرات تعبر عن فرحتها بهذا الإنتصار الساحق
إنها لحظات خالدة يسجلها التاريخ بمداد من ذهب تحكي عظمة شعب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى