ياسر الفادني يكتب:- التعليم في القضارف… الإنتصار في زمن الحرب !

من أعلى المنصة
ياسر الفادني يكتب:-
التعليم في القضارف… الإنتصار في زمن الحرب !
رغم أهوال الحرب والصعوبات التي عصفت بالسودان، أثبتت ولاية القضارف أنها قادرة على تجاوز المحن والانتصار في معركة من نوع آخر، معركة الكرامة التعليمية. ففي ظل الأوضاع الأمنية المتقلبة، كانت هناك مخاوف من تعثر امتحانات الشهادة الثانوية العامة لعام 2023، لكن الإرادة الصلبة والتخطيط المحكم انتصرا، وتمكن أكثر من 28 ألف طالب وطالبة من الجلوس للامتحانات، بينهم أكثر من عشرة آلاف وافد من مختلف الولايات، وجدوا في القضارف ملاذًا آمنًا وفرصة لاستكمال تعليمهم.
لم يكن هذا الإنجاز سهلًا، فقد واجه القائمون على التعليم تحديات جسامًا، من تأمين المراكز، إلى توفير بيئة مناسبة للطلاب، وسط شائعات حاولت التشكيك في إمكانية إستمرار الامتحانات. لكن بفضل جهود قوات الشرطة التي وضعت خطة أمنية صارمة، وبدعم من حكومة الولاية والمنظمات الإنسانية مثل اليونيسيف، سارت الإمتحانات بسلاسة وأمان. فتح أكثر من 16 مركزًا لاستقبال الطلاب، وتم تأمين وسائل النقل، ليشعر الجميع أنهم في وطن يحتضنهم رغم كل الظروف.
النجاح لم يتوقف عند الشهادة الثانوية، بل إمتد إلى امتحانات الشهادة الابتدائية، التي جلس لها أكثر من 34 ألف طالب، وامتحانات المرحلة المتوسطة التي ضمت أكثر من 22 ألف طالب، بما في ذلك نازحون من ولايات أخرى مثل كسلا والجزيرة. لم يكن هناك شيء اسمه “وافد” داخل مدارس القضارف، فقد اندمج الجميع في بيئة تعليمية واحدة، تؤكد أن الوطن أكبر من أي تحديات.
كان للإعلام دور محوري في دعم هذه المعركة، إذ ساهمت إذاعة وتلفزيون السودان وإذاعة ولاية القضارف في طمأنة الأسر وتوجيه الرسائل التوعوية، مما عزز الشعور بالأمان لدى الطلاب وأولياء أمورهم كما لعب المجتمع المحلي دورًا كبيرًا، حيث استقبلت الأسر الطلاب النازحين في منازلهم وفتح التجار والمزارعون قلوبهم لدعم المراكز التعليمية.
أما مطبعة وزارة التربية والتوجيه، فقد أثبتت أنها قلب العملية التعليمية، حيث نجح العاملون فيها، رغم قِدم معداتهم التي تعود إلى عام 1993، في طباعة الإمتحانات بكفاءة عالية، ليؤكدوا أن الإبداع لا يتوقف على الإمكانيات بل على الإرادة.
إني من منصتي أنظر….حيث أري …أن هذه السنة الدراسية واحدة من أصعب السنوات التي مرت على ولاية القضارف بل كانت أعظمها لأنها أظهرت المعدن الأصيل لحكومة ولاية القضارف برغم الحرب لم يتوقف التعليم، وبرغم المحن لم تنكسر الإرادة كانت معركة الكرامة التعليمية درسًا في الصمود ورسالة للعالم بأن ولاية القضارف مهما واجهت من تحديات فيها رجال شامخًين وعزائم لا تنكسر، تعظيم سلام لوالي الولاية الذي قاد معركة كرامة التعليم في ميادينها المختلفة وتعظيم سلام لمدير عام وزارة التربية والتوجيه والمعلمون الذين حملوا سلاح المعرفة و أثبتوا أنهم جديرون كل الجدارة.