مقالات

.نجم الدين صالح يكتب:- الفتنة الكبرى الأمس واليوم(١)

 

د.نجم الدين صالح يكتب:-

الفتنة الكبرى الأمس واليوم(١)

 

كنت قد كتبت في هذا القروب مقال تأريخي عما يعرف بالفتنة الكبرى وما ترتب عليها من أثر وهي اشبه في تقديري بالواقع اليوم الذي تعيشه الأمة الأسلامية في الكثير من البلاد الاسلامية وبالاخص العربية.
وابتداءا يوجد سؤالين يعتبران مقدمة لمجموعة من التساؤلات الأخرى التي تثري النقاش وهذان السؤالان اللذان يجب ان نسالهما لانفسنا هما
هل توجد موانع موثقة تمنع البحث في مثل هكذا أحداث و تاريخ ؟ مع انه قد مقبولا عند رب العزة ان يسأله نبي ، رسول عن قدرته هو رب العزه ، وان يعطى ربنا دليل عليها ،قال تعالى ( إذ قال إبراهيم ربي أرني كيف تحي الموتى) فاستجاب ربنا لطلب نبيه مؤكدا . بل وجعل من ذلك قرأنا يتلى الي يوم القيامة. فلا شئ أوضح من البحث عن قدرة الله ولا شئ أضحل من التشكيك فيها. ولكن الله عز وجل جعل من ذلك منهاج يفتح الباب للبحث والتحقق.

السؤال الثاني وهو هل الحديث عن التاريخ ومايستفاد منه هو قدح في مكانه الاشخاص ام استلهام لمكان الخطأ والصواب ؟ فإذا كان السؤال والبحث سببه البحث عن قدح أو ذم فقد أغلق الباب في ذلك في كتاب ربنا و بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم قال تعالى (رضي الله عنهم ورضو عنه) . وأنما الامر هو البحث عن التقديرات الأنسانية باختلاف انماطها للصحابه فيما هو مشروع من باب الاجتهاد الذي هو جائز والذي هو وارد فيه الأختلاف .
وبصوره اكثر تحليلا في تفاصيل الموضوع وعلى نفس الصياغ تأتي مجموعة من التساؤلات ومجموعه من المراجعات شاكله هل كان هناك حدث أخطئ فيه التقدير، او كان في بعض المواقف ماكان فيه سؤ تقدير اذن فما هو الموقف الاسلم حسب التقدير اللاحق تاريخا و البعيد من ضغوطات الحدث والتي تؤثر على من بداخله فتجعل من تقديراته أقل دقه وتوفيقا عادة ممن يراه من منظور بعيد بل وبعد وقوعه وقد تملك افادات متنوعة من اطراف عدة حسنت عنده الرؤية وجعلت الحدث كسردية وصوره أشمل بمختلفه الجوانب. وعليه تأتي الاستطرادات على شاكله، فأن هذا الرأي مثلا كان خاطئا وانه قد يكون هو الذي قاد لأخطاء كبيره بعده ، او أنه تبين ان هنالك كان قد ظهر عاملا خارجيا عقد المشهد لم يتخيله شهود الاحداث ولم يتوقعوا مثل هكذا مؤامرات ولكن الايام والشواهد بعد الكثير من الحوادث ولو في سنين لاحقه أشارت الي ذلك، أو مثلا ان نقول هنا كان عاملا خارجيا يبدو انه كان وراء الكثير من الاحداث،و هنا ظهر ان الكتله الغالبة فعاله وايجابيه وقد قامت بدورها ،و هنا كانت الكتله الغالبة سلبيه وسهل التأثير عليها.
مثل هكذا قراءت مقصود منها التشخيص المجرد وتفتح الباب امام الاستفادة من الحدث حتى لا يتكرر مره اخرى لاننا نعيش أزمة متكرره منذ أمد بعيد منذ وفاة رسولنا الكريم في أمر السلطه وبسطها لا تقدح فيمن كان صانعا فيها او حتى منتسب لها ولا تقدح في مرتكزاتهم الذاتيه في التعبد والأخلاص والصدق وانما اختلاف التقديرات، وانما هو جهلنا الذي ساق لعقولنا ان ذلك من مظاهر الخلل والعوار فأطلقنا منهجا دفاعيا يؤود البحث والتعلم ويقفل الباب عن رؤيه التاريخ ظنا منا اننا بذلك نؤد الفتن، بيد انه وحسب تقديري ان الاصل كان ان نميز بين ماهو منسوب للدين والتدين وماهو منسوب للاجتهاد والتقدير وبين ما هو منسوب للدين والتدين وماهو منسوب للاحكام الاجتماعيه التي لا يقلل القبول بها شئ من الدين والتدين، واخير الرؤيه الاكثر اتساعا التي تستوعب كل ذلك دون ان يهتز ايماننا او تتقاذفنا الاهواء والنظره الي أنفسنا بأننا ممن له الوزن الذي يقيم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنما هي تأملات في التاريخ وفي الاحداث بصوره مجرده وعلى الخلفيات الاجتماعيه التي أحاطت بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى