مقالات

محفوظ عابدين يكتب:- التهويل من باب التحذير ..نيران صديقة

مسارات
محفوظ عابدين يكتب:-

التهويل من باب التحذير ..نيران صديقة

اصبح الإعلام يتقدم الاحداث الكبيرة بل ويهيء لها مساحات( القبول) أو (الرفض) حسب ما تقتضي مصلحة من يدير الآلية (الاعلامية) ،ولعل الفكرة قد تضح بالنموذج الأمريكي الذي فرضته بالاعلام لتدمير (العراق) لصالح (إسرائيل) من خلال تلك الحملة الاعلامية الضخمة عبر الآليات الاعلامية في العالم الغربي و كان للإعلام الأمريكي فيها نصيب الأسد،والتي كانت في الأصل مبنية على (كذبة) ان العراق يمتلك اسلحة (دمار شامل) الى ان إكتملت الكذبة بتحركات من وكالة الطاقة الذرية التي هي جزء مكمل من اللعبة لتصديق تلك (الكذبة)، فقامت الحرب دون اذن من الامم المتحدة وبموافقة دول العالم الاول ومن غير حول ولاقوة من دول العالم الثالث.
والحرب التي يشهدها السودان اليوم هي حرب (إعلامية) في المقام الاول قبل ان تكون (ميدانية)، وهيأ لها العدو عشرات الغرف الاعلامية في عواصم افريقية وعربية ومنها داخل السودان وجندت لها الآلاف من الناس لتكون مهمتهم الاساسية في هذه الحرب هي الوسائط الاعلامية ،لبث الاشاعات الخوف والهلع والذعر وسط المواطنين على طريقة (هجم النمر) للقضاء على حالات الاستقرار الأمني والاجتماعي،لتعمل آليات العدو الاعلامية في تهيئة المواطنين لمغادرة مناطقهم وتركها لتكون صيدا سهلا لحالات السرقة والنهب والسلب للمرتزقة والمجرمين والعصابات التي انتشرت بعد الحرب بصورة كبيرة.
ولكن تبقى المشكلة في وسائل الإعلام والوسائط والشخوص الموالين للوطن الذين يبثون اخبارا ومقاطع صوتية اومريئة من باب التحذير واخذ الحيطة والحذر بإنه العدو سيهاجم و ان العدو مستعد الى.. وان العدو يتوغل والعدو على اطراف المنطقة الفلانية فتداول مثل هذه الأخبار والمقاطع الصوتية والمريئة المفبركة لايدخل من باب الاطمئنان بل هو يساعد العدو في زعزعة الاستقرار في المناطق ويبث الخوف في بعض المواطنين وبالتالي تكون نتيجته عكسية مثل الهدف العكسي في مباراة كرة القدم والذي يوصف بالنيران الصديقة ، وحال هؤلاء الذين يبثون مثل تلك الأخبار والمقاطع المضروبة من باب (التحذير) فهي تدخل مباشرة في باب( التهويل) ويكون ضررها اكبر من نفعها وتدخل في باب( عدو عاقل خير من صديق جاهل).
أما الحديث المتكرر عن حالات قبض الاسلحة والاجهزة والمسيرات والحديث المتزايد عن الخلايا النائمة وكثرة حالات تسلل العدو الى بعض المناطق فإن تناولها يدخل في الباب( التهويل) ويخرج من باب( التحذير).
وتساعد (العدو) اكثر مما تفيد( الصديق). وافضل معالجة في هذا الاتجاه هو ان تترك الاشاعات والأخبار والمقاطع المضروبة التي ليست لها مصدر موثوق تتركها تقف عندك ولاتساعد على إعادة نشرها من جديد وهذا هو العلاج المطلوب في هذه المرحلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى